الشبكة إقليمية لإدارة المعرفة وتبادلها في مجال الزراعة والتنمية الريفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
Menu
شو قصة الغذاء المحلي بالمناطق الريفية

شو قصة الغذاء المحلي بالمناطق الريفية

October 09, 2017

قد أدت التجارة العالمية والتجارة الحرّة إلى أضرار  في أنظمة الأغذية المحليّة بتحويل نظام إنتاج الأغذية نحو التصنيع والعولمة. نتيجة ذلك، ازدادت كميّات الأغذية المستوردة إلى البلدان النامية وتمكنّت الصناعات الزراعية وتطوّر إنتاج السلع الزراعية التي تصنّع في المصانع الزراعية وتُوزّع من خلال سلاسل البيع بالتجزئة، ممّا أدّى الى تهميش صغار المزارعين على نحو خطير.
تترتّب على ذلك آثار خطيرة:
-  تتلاشى الوجبات الغذائية التقليدية والتراث الغذائي تدريجيًا.
- تزيد الأعمال الزراعية، وسلاسل البيع بالتجزئة، والواردات الغذائية معدلات هدر الأغذية. وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن حوالي ثلث الأغذية المنتجة في العالم للإستهلاك البشري تُهدر سنويًّا، وإنّ استعادة نصف ما يُهدر فقط يمكن أن يحلّ مسألة الجوع في جميع أنحاء العالم.
- يعتبر النظام الغذائي العالمي أحد أكبر العوامل الدافعة لتغير المناخ حيث ينتج عنه انبعاث أكثر من ثلث انبعاثات غازات الدفيئة العالمية التي تمثل الثروة الحيوانية الجزء الأكبر منها. وفقا ل "غراين"، انّ قطاع اللحوم والألبان الصناعية هو الذي ينتج هذا الضرر الهائل من خلال إزالة الغابات واستبدالها بالمحاصيل العلفية الصناعية واستخدام الأسمدة الكيماوية والسماد والنقل والتبريد وكثرة النفايات. وبالإضافة إلى ذلك، تبعث الفواكه والخضروات التي يتم شحنها جوًا الكربون بمعدّل 33 مرة أكثر من المنتجات المحلية.
- وأخيرًا، فإن الممارسات الزراعية وإجراءات التصنيع التي تتّبعها الصناعات الزراعية تؤثر سلبًا ليس على البيئة فحسب، وإنما على صحّة الناس أيضًا عن طريق تعريضهم للمواد الكيماويّة السامّة وتخفيض استهلاكهم من المعادن والفيتامينات، وبالتالي زيادة الأمراض وسوء التغذية.
ومن أجل الحفاظ على صحّتنا وصحّة كوكبنا، من المهم تعديل أنظمتنا الغذائية العالمية وتحويلها إلى أنظمة أكثر محليّة. نظام الغذاء المحلي هو النظام الذي يتم فيه دمج إنتاج وتجهيز وتجارة واستهلاك الغذاء الناتج عن الزراعة العضوية والمستدامة، لتعزيز الصحة البيئية والاقتصادية والاجتماعية والتغذية في منطقة معينة.
تُعتبر الأنظمة الغذائية المحليّة أساسيّة في:
- مكافحة العولمة، وجمع الناس بطعامهم، بالمناطق المحلية، وبمنتجي طعامهم
- زيادة الأمن الغذائي وتعزيز الاعتماد على الذات في المجتمع المحلي
-  تحسين نظام الإنتاج واستدامته مع اعتماد تقنيات زراعيّة صديقة للبيئة
- المحافظة على البيئة وخاصةً أن المزارعين يعتمدون على تقنيات زراعية صديقة للبيئة (الأساليب العضوية، والممارسات الزراعية الإيكولوجية...)، الحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى عمليات النقل، والحفاظ على التنوع البيولوجي.
من الضروري أن نغيّر أنماط استهلاكنا ونقوم بشراء أغذية محليّة أكثر صحيّة، وأن ندعم المزارعين المحليين الذين يساعدون، عن طريق اعتماد نظم إنتاج صغيرة ومختلطة ومتعددة الوظائف ومتنوعة بيولوجيًا، على تعزيز القدرة على التكيّف مع تغير المناخ وتحسين صحة التربة وافادة البيئة والصحة العامة.
لتمكين النظم الغذائية المحلية في العالم العربي، تم القيام بالعديد من المبادرات  مثل الحدائق المجتمعية وأسواق المزارعين (سوق الأرض وسوق الطيب وسوق ع السوق في لبنان وسوق المزارعين في فلسطين)، وتعاونيات المستهلكين، وتعاونيات المزارعين (مثل جمعية التجارة العادلة الفلسطينية) والمحلّات التجارية والمطاعم المحليّة التي تروّج للأغذية المحليّة (مثل مقهى سوماغا في عجلون، شمال الأردن)، ومبادرات السياحة الغذائية (مثل درب الكرم في لبنان)، والمبادرات المحلية الداعمة (مثل مبادرة أنا منتج في الأردن، ومؤسسة التراث الغذائي في لبنان) ...
شو قصة الغذاء المحلي بالمناطق الريفية

دعونا نحافظ على تراثنا الغذائي

انّ تراثنا الغذائي يتلاشى في مواجهة الأنظمة الغذائية العالمية. لذا علينا أن نسعى جاهدين إلى إحيائه لأنه يمثل جزءًا هامًّا من هويتنا الوطنيّة. تقدّم أسوق المزارعين ومشاريع السياحة الغذائية ومشاريع المطبخ المجتمعي للمستهلكين، وخاصة سكان المناطق الحضرية، فرصة الحصول على المنتجات الزراعيّة التقليديّة والأطباق التقليديّة. ومن شأن تصنيف جميع المنتجات الغذائية التقليدية وفقا لمزاياها الصحيّة والتغذويّة وتوثيقها في كتب أن يساعد أيضا في تعزيزها. ومن المهم جدًّا أيضا أن نعلّّم الجيل الشاب بأهمّية الأغذية التقليديّة من أجل بنيةٍ صحيّةٍ وسليمة.
دعونا نحافظ على تراثنا الغذائي
نصائح للمزارعين والمنتجين والمستهلكين

نصائح للمزارعين والمنتجين والمستهلكين

من المهمّ جدًّا اتّباع معايير سلامة الأغذية والنظافة في الطبخ من أجل الصحة العامة ولتعزيز أطباقكم التقليدية الصحية.
انّ التقنيّات الزراعية الصديقة للبيئة مثل الزراعية الإيكولوجية أو الزراعة العضوية تخفّض المدخلات وتنوّع مصادر الدخل كما وتحدّ من التدهور البيئي وتحسّن القدرة على الصمود بوجه الكوارث وتغيّر المناخ. إذا اعتُمدت بشكلٍ صحيح، لهذه التقنيات القدرة أن تنتج نفس كميّة العائد كالطرق التقليدية مع زيادة الدخل. ومن شأن هذه الممارسات أن تفيد في نهاية المطاف البيئة وصحّة المستهلكين ومعيشتكم.
لزيادة دخل مجتمعات المزارعين المحليين والحد من الأضرار البيئية وإطعام العالم، يجب الحدّ من هدر الأغذية من خلال تحسين تخطيط الإنتاج بما يتماشى مع الأسواق، تعزيز ممارسات الإنتاج والتصنيع الفعّالة من حيث استخدام الموارد (مثلا: الزراعة العضوية وتقنيات التصنيع التي تشمل التجفيف والتخمير والتخليل)، تحسين تكنولوجيات الحفظ والتعليب (مثلا: استخدام حاويات نظيفة وناعمة وخاضعة للتهوية للتوضيب ووسائل وتقنيات التخزين الملائمة)، تحسين النقل وإدارة الخدمات اللوجستيّة، ضمان حصول جميع الجهات الفاعلة في السلسلة، بما في ذلك النساء وصغار المنتجين، على حصة عادلة من الفوائد وحصولهم على الاستثمارات والمدخلات ومعلومات عن السوق.
انّ العديد من أنواع النباتات والحيوانات المحلية مهددة بالانقراض بسبب اعتمادنا الكبير على المحاصيل الأحادية والأصناف ذات العائد المرتفع. الأصناف المحلية هي ألذ وأكثر صحة وأكثر مقاومة من الأصناف العالية الانتاج الهجينة. يجب علينا أن ننتج أنواع النباتات والحيوانات المحلية القيّمة تراثيًّا للحفاظ على التراث الزراعي والتنوع البيولوجي.
بما أن الأغذية المحلية والتقليدية صحيّة أكثر وصديقة للبيئة، يجب إعادة توجيه ممارسات الاستهلاك نحو هذه النظم الغذائية الصحية. علينا أن نستهلك، ونطبخ، ونعزّز المزيد من الأغذية المحلية التقليدية.
إنّ تناول الطعام المحلي يحميك ويحمي المجتمعات المحلية والكوكب كله!!

حلول

هل لديك الحل

الموضوع
الإسم
Back to Top